"ذئب العاصي" يلتهم الأعمال الأخرى

هل تدفع الدراما المشتركة ثمناً بعد عقد من الإنتاجات المتباينة في التنفيذ؟ وهل اللامبالاة التي نشهدها اليوم في نسبة المتابعة دليل على تحّول في هذه الموضة التي تعتمد بالدرجة الأولى على بطولة مشتركة؟

لم تنقذ حماسة المخرج السوري أسامة عبيد الناصر مسلسل "وأخيراً" الذي يُعرض الآن على أكثر من فضائية عربية، فالحلقات الأولى لم تأت بالثمار المطلوبة، ما دفع بطلته، الممثلة نادين نسيب نجيم، إلى إطلاق تغريدة قالت فيها إن بعض المشاهد حذفت ما قلل من فعالية الحدث. مزاعم نجيم لم تؤخذ على محمل الجد من قبل شركة سيدرز آرت برودكشن المنتجة للمسلسل التي التزمت الصمت على غير عادة، في وقت قال المتابعون إن سبب تراجع نسبة مشاهدة "وأخيراً" هو ما دفع نجيم إلى مثل هذه التغريدة، وذلك للفت النظر إلى المسلسل.

بدوره، يتقدم الممثل تيم حسن في شحصية "عاصي" في مسلسل "الزند: ذئب العاصي". للمرة الأولى منذ خمس سنوات، يخلع تيم حسن ثوب "جبل شيخ الجبل"، ويرتدي ثوب الفلاح الثائر على الإقطاعية في محافظة حمص. لا بد من الإشادة بنص الكاتب عمر أبو سعدة الذي وضع التصوّر من دون تدخل من شركة الإنتاج، وانكب المخرج سامر البرقاوي على التنفيذ بعيداً عن بيروت، إذ صور العمل في عدة محافظات سورية.

اللافت أن حسن يجسد شخصية ابن الساحل السوري بلهجة متقنة، وهو ربما ما أكسب المسلسل هذا التفاعل، وهذا يفتح نافذة على اتجاه جديد يمكن أن تنتهجه الدراما السورية في المستقبل.

وعلى الرغم من إعادة قصة الثائر الشاب والإقطاع التاريخي، واستعمار الأجانب والعثمانيين، فإن المخرج سامر البرقاوي يقدم تصوّراً جديداً لم يألفه المشاهد العربي من قبل في سورية. فيما يستند الكاتب إلى مخزون جيد من الذاكرة، ويقدمه بطريقة سلسة لا تكلف فيها لجهة الحوارات، مراعياً الدقة التاريخية لكل ما ورد في الحلقات الأولى. ولا بد أيضاً من الإشادة بدور أنس طيارة، إذ يؤكد حرفيته في كل مسلسل يشارك فيه.

سينما ودراما

التحديثات الحية

الدراما المشتركة في مصيدة العصابات والتكرار

كذلك، ومثل نادين نسيب نجيم، تشهد ماغي بو غصن ودانييلا رحمه في الجزء الثالث من "للموت" تراجعاً في أدائهما، والسبب يكمن في إعادة تدوير للقصة الرئيسية للمسلسل، في وقت حاول المخرج فيليب أسمر تقديم مادة يقلب فيها الطاولة على الجزأين السابقين، لكنه ظل أسير النص الضعيف، والأحداث المفترض أن تبنيها الكاتبة ندين جابر.

تدخل ماغي بو غصن ودانييلا رحمه في دهاليز التكرار، لكن هذه المرة من تونس، وسط مافيات المال التي تورطتا فيها صدفةً. هذا ربما ما قلل من نسبة المشاهدة في بيروت تحديداً.