لسنتين، غابت معظم البرامج التلفزيونية (الترفيهية خصوصاً) التي كانت تزدحم بها الشاشات الصغيرة. الأسباب كثيرة، ومنها اجتياح وباء كورونا، وقلة الإنتاج التلفزيوني العربي. في هذا الموسم، تحاول بعض الفضائيات العربية تقديم إنتاجات في إطار برنامج يُقال إنه لمناسبة شهر رمضان. لكن المحتوى الخاص بأكثرية هذه الإنتاجات، لا يعدو كونه مجرد حوار منقوص بين السائل والضيف، ويدخل في إطار السعي إلى مكاسب وتحقيق المشاهدة بأي ثمن.
غابت برامج المسابقات والجوائز التي درجت لسنوات على الشاشات اللبنانية والعربية، ولم تشكل نسبتها هذا الموسم أكثر من واحد في المائة. اقتصرت البرامج، غالباً، على محاولات بعض الشاشات لاستغلال الوضع الاقتصادي في لبنان، وتوظيف الإحسان لغايات ومصالح خاصة. أُنجزت هذه البرامج باعتماد بعض المنصات اللبنانية في تقديم برامج مساعدات على اعتبارها مسابقات، تتحول بشكل غير مباشر إلى مبادرات، يستغلها بعض المرشحين في الانتخابات النيابية المفترض إجراؤها في الخامس عشر من مايو/أيار المقبل.
لسنوات سابقة، تحولت برامج الحوارات الفنية إلى "ترند"، تنشغل به وسائل الإعلام في فترة موسم رمضان، من خلال اعترافات ضيوف برامج رمضان، خصوصاً الممثلين الذين تُعرض لهم مسلسلات في الوقت نفسه.
لم تغب القاهرة عن بث هذا النوع من البرامج، التي حققت أعلى نسبة مشاهدة في العقد الماضي على الفضائيات المصرية، ومنها برامج المقدم اللبناني طوني خليفة، وبسمة وهبي، وسمر يسري، وراغدة شلهوب، ورزان مغربي.
في لبنان، هناك غياب تام للبرامج الحوارية الخاصة بشهر رمضان، بعدما سجّل لبنان أعلى نسبة لإنتاجات من هذا النوع في العقدين الماضيين، مع برامج مثل "مايسترو" و"أنا والعسل" لنيشان ديرهارتيونيان، وكذلك قدم المذيع السعودي علي العلياني برنامج "مجموعة إنسان".
تخصص القنوات السعودية جزءاً من فقراتها المسائية لاستضافة الفنانين، في إطار لم يشهد إجماعاً على صعيد المتابعة. برنامج "ليالي رمضان" تقدمه إلهام علي وخالد صقر. وعلى الرغم من عرضه على MBC1، فإنه لم يحقق إجماعاً من المشاهدين، وظل محصوراً لجهة المتابعة داخل المملكة.
تحولات كثيرة طرأت على إنتاج هذا النوع من البرامج. والسبب يكمن في سياسة المحطات التلفزيونية الجديدة التي تتجه إلى المنصات المرادفة لموقع المحطة وتغذيته بإنتاجات يتابعها الجمهور، وتحقق عائدات مالية.
وسعت محطة LBCI اللبنانية لتقديم برنامج "قبل وبعد". عمل خاص بصفحات ومواقع التواصل التابعة للمؤسسة. يستضيف البرنامج شخصيات فنية من لبنان والعالم العربي. حوار بين الماضي والحاضر، بأسلوب سريع وقصير جداً. وأدخلت محطة MBC فقرة خاصة بالطهو على برنامج ET بالعربي المخصص للأخبار الفنية. يستضيف البرنامج فناناً كل يوم لمدة خمس دقائق، وعليه تحضير وجبة طعام مصورة بسرعة فائقة، وتقديمها بالمكونات، إلى جانب حوار سريع مع المراسل حول الأعمال الفنية الخاصة بالضيف.
هكذا، يسجل هذا العام غياب برامج الحوارات الفنية بشكلها التقليدي عن الشاشات، وتكتفي الفضائيات بمقابلات قصيرة تغذي المنصات الإلكترونية، وتعتمد بالتالي على أسئلة مثيرة بدافع إثارة الجدل وردود الفعل من قبل المتابعين والصحافة.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
