حرم العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي أهالي غزة من الاستعداد لشهر رمضان كما جرت العادة. وهذا الشهر ليس عادياً بالنسبة إلى الغزيين، على غرار بقية الدول العربية والإسلامية. بالإضافة إلى أهميته الدينية والروحية، فحلوله يضفي بهجة على الصغار والكبار بكل تفاصيله.
والتفاصيل تشمل الزينة والفوانيس والأطعمة وغير ذلك. المحال والبيوت تتزين، ويبدأ الناس بإعداد بعض الأطعمة بشكل جماعي ووضعها في الثلاجات لتسهيل الطهي خلال الشهر الفضيل. تبدو هذه المشاهد مجرّد أحلام غير قابلة للتحقيق، في ظل كل ما يعيشه القطاع في الوقت الحالي. الأمم المتحدة حذّرت من "مجاعة واسعة النطاق لا مفرّ منها تقريباً" تهدد 2.2 مليون شخص يشكّلون الغالبية العظمى من سكان القطاع الفلسطيني المحاصر، لا سيما في الشمال حيث يحول الدمار الواسع والقصف دون إيصال المساعدات الإنسانية. وسبق للمنظمات الدولية أن حذّرت من أن المساعدات التي تدخل القطاع شحيحة جداً، ولا تكفي حاجات السكان. هذه ليست المرة الأولى التي تطلق الأمم المتحدة تحذيرات مماثلة ولن تكون الأخيرة.
ورغم كل هذا الألم، يحاول الغزيون إدخال البهجة إلى قلوب الأطفال مع حلول رمضان، ويعرضون الفوانيس المتوفرة، ويحملها الأطفال ويبتسمون.
(العربي الجديد)