فيضانات نابل تقتل 6 أشخاص والحكومة التونسية تعلن المنطقة "منكوبة"

تونس

بسمة بركات

avata
بسمة بركات
23 سبتمبر 2018
4694CF4D-8832-4F1A-9527-AED7C3869D67
+ الخط -

ارتفعت حصيلة ضحايا فيضانات محافظة نابل، شمال شرق تونس، إلى 6 أشخاص قتلى، الأحد، بعدما شهدت المحافظة ومحيطها أمطاراً وفيضانات لم تسبق لها أن عرفتها. كذلك، سجلت خسائر مادية فادحة في البنية التحتية والتجهيزات والمرافق الصحية بعدما جرفت الأمطار الغزيرة السيارات وكلّ ما اعترض طريقها، وهو ما جعل السلطات التونسية تعلن أنّ المنطقة منكوبة، وأنّها عاشت عزلة تامة لنحو 3 ساعات، وتدخل الجيش الوطني لإجلاء المواطنين العالقين خصوصاً بعدما تجاوزت الأمطار 200 ملم.

وتواصل اللجنة الوطنية لمجابهة الكوارث انعقادها لمتابعة الوضع وتسخير الإمكانيّات البشرية والمادية لتقليص الأضرار ونجدة المواطن. وانتقلت الحكومة بكلّ ثقلها إلى محافظة نابل حيث سجل حضور رئيس الحكومة يوسف الشاهد، برفقة وزير الدفاع الوطني عبد الكريم الزبيدي، والداخلية هشام الفوراتي، ووزراء السياحة، والتجهيز، والتعليم، إلى محافظة نابل للاطلاع على الوضع، وزيارة بعض العائلات التي فقدت ذويها في الفيضانات، التي وصفت بالكارثية. وقال الشاهد إنّ الحكومة ستكون إلى جانب المواطنين المتضررين، مضيفاً أنّ الحكومة ستتخذ جميع الإجراءات لتعويض المواطنين والعائلات والفلاحين، مؤكداً أنّ ما شهدته ولاية نابل يعد وضعاً استثنائياً، غير مسبوق في تاريخ تونس.




وشدد رئيس الحكومة على أنّ الدولة سخرت كلّ الإمكانات لمجابهة هذا الوضع الكارثي وإعادة الأمور إلى وضعها الطبيعي في أسرع وقت، مؤكداً على أنّ الوضع صعب، لكنّهم لن يغادروا المحافظة إلى حين عودة الوضع إلى طبيعته.

من جهته، أكدّ الناطق الرسمي، باسم اتحاد الحماية المدنية، معز الدبابي، لـ"العربي الجديد" أنّ هناك محاولات لإعادة الحياة إلى مسارها الطبيعي في نابل، بعد الكارثة التي حصلت، السبت، مبيناً أنّ الخسائر البشرية والمادية فادحة، وأنّ أضراراً عدة سجلت على مستوى البنية التحتية وتجري محاولات لإعادة تهيئة بعضها، مشيراً إلى أنّ من الصعب عودة النسق الطبيعي خلال الأيام القليلة المقبلة، إذ يتطلب ذلك وقتاً طويلاً فالخسائر كبيرة جداً وغير مسبوقة.

وأكد أنّ طرقات عدة باتت تشكل خطراً، وهناك مخاوف من حصول انزلاقات أرضية خصوصاً أنّها معرضة للانهيار، داعياً المواطنين إلى الحذر وعدم المجازفة بالاعتقاد أنّ الوضع آمن، مؤكداً أنّ الكوارث الطبيعية يمكن أن تحدث، لكن في دولة تحترم نفسها يجب الاستعداد لها جيداً، خصوصاً أنّ هناك عدة مؤشرات سابقة منذ شهرين تقريباً لوقوع كارثة. وأشار إلى أنّ اللجنة الوطنية لمجابهة الكوارث وهي ممثلة لجميع الوزارات، من تجهيز وفلاحة ودفاع مدني، كان عليها اتخاذ الإجراءات الكافية واللازمة.

تابع الدبابي أنّ هذه الإجراءات "عادة ما تتم قبل شهرين من موسم الشتاء بتحديد ودراسة الأماكن الخطرة التي تتضمن أودية (أنهار) وتنظيف قنوات الصرف الصحي، لكن للأسف كلّ هذه الإجراءات لم تتم". وأشار إلى أنّ الكارثة وقعت، ولا بدّ الآن من اليقظة لأنّ موسم الشتاء سيكون بحسب جميع المؤشرات العالمية صعباً. ودعا إلى إطلاق هيئة وطنية لإدارة الأزمات والطوارئ، لإجراء الدراسات والتدخل في الكوارث.

إقفال مدرسي

في دورها، أعلنت والية محافظة نابل، سلوى الخياري، عن تعليق الدروس في المؤسسات التربوية يوم الإثنين. وبينت أنّ الأضرار المسجلة شملت العديد من الطرقات والممتلكات الخاصة، مشيرة إلى أنّ السلطات تواصل عملها لإزالة الأضرار الحاصلة.

وأفاد بيان لديوان الدفاع المدني، الأحد، أنّ الأمطار الغزيرة التي عرفتها محافظة نابل نتج عنها سيلان المياه بغزارة من المرتفعات، وفيضان عدة أودية وارتفاع منسوب المياه بالطرقات، مع عدم قدرة قنوات التصريف على تحمّل كميات المياه التي تسربت إلى عدة منازل ومؤسسات صناعية وتجارية، كما أدت إلى تعطل حركة المرور، وجرى تسجيل حالات وفاة لمواطنين في كلّ من تاكلسة وبوعرقوب وبئر بورقبة، بالإضافة إلى أضرار مادية، في البنية التحتية والممتلكات. أضاف البيان أنّ وحدات النجدة التابعة للحماية المدنية قامت بالتنسيق مع الأجهزة المعنية بنجدة المواطنين وتقديم المساعدة اللازمة لهم، وأجرت 156 عمليّة ضخ مياه من المنازل، وعاينت 168 محلاً سكنياً وتجارياً وأزاحت 86 وسيلة نقل من الطريق العام، وأنقذت ثلاثة مواطنين من الغرق بعدما حاصرتهم الأمطار.

وتواصل فرق النجدة معاينة المناطق المتضررة، خصوصاً في معتمديات نابل المدينة وسليمان وبوعرقوب، وتقدم المساعدة اللازمة للمواطنين، وقد عززت قدراتها بمضخات مائية إضافية وشاحنات نقل من الوحدات الجهوية للحماية المدنية في تونس وأريانة ومنوبة وبنعروس وبنزرت وباجة والقيروان وقبلي وقابس ومدنين وقفصة وزغوان والوحدة المختصة للحماية المدنية.

وأفادت الشركة الوطنية للسكك الحديدية التونسية، في بيان أصدرته اليوم بأنّ التهاطل الكثيف للأمطار الذي شهدته مناطق عديدة من البلاد، السبت، تسبب في أضرار بالغة للبنية التحتية للسكك الحديدية بين محطتي فندق الجديد وبئر بورقبة.




وأوضحت الشركة، أنّ الأضرار استوجبت تدخل مختلف المصالح المختصة للشركة منذ السبت، لافتة إلى أنّ العمل متواصل بهدف استئناف النشاط العادي لحركة سير قطارات الخطوط البعيدة في أقرب اﻵجال.

ويسعى أهالي نابل خلال هذه الساعات إلى ترميم منازلهم ومحلاتهم واستئناف حياتهم الطبيعية بعدما استفاقوا الأحد على مشاهد هائلة من الدمار والوحول التي تسببت بها الفيضانات.

ذات صلة

الصورة
يُقلق موسم الأمطار والشتاء سكان مخيمات شمال غربي سورية (العربي الجديد)

مجتمع

غرقت وتضررت خيام كثيرة للاجئين في السنوات الأخيرة بفعل العواصف والأمطار والسيول خلال الشتاء في الشمال السوري لكنهم لا يزالون داخلها، وتتهددهم مآسٍ جديدة
الصورة
البنزرتي طالب الاتحاد تحفيز اللاعبين مزدوجي الجنسية (الاتحاد التونسي/العربي الجديد)

رياضة

حقق المدير الفني للمنتخب التونسي فوزي البنزرتي بداية جيدة مع كتيبة "نسور قرطاج"، بعدما حقق فوزين متتاليين، في مستهل تجربته الرابعة مع الفريق.

الصورة
فلسطينيون في مخيم نزوح عشوائي في رفح - جنوب قطاع غزة - 2 فبراير 2024 (محمد عابد/ فرانس برس)

مجتمع

تأتي أمطار فصل الخريف الأولى لتضاعف معاناة النازحين الفلسطينيين الذين هجّرتهم الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ نحو عام.
الصورة
تسببت السيول والفيضانات في السودان في انهيار سد أربعات، 25 أغسطس 2024 (فرانس برس)

مجتمع

أعلنت السلطات السودانية، مساء الاثنين، ارتفاع عدد قتلى السيول والفيضانات التي تشهدها البلاد منذ أسابيع إلى 132 شخصاً في في 10 ولايات.
المساهمون