الاستبداد السياسي

يقف العالم اليوم في دائرة حربٍ باردة جديدة. عشية الذكرى العشرين لزوال نظام استبدادي في العراق بهراوة الاحتلال، لم يتبق من التجربة إلا وجه الاستبداد العاري، وركام من اليأس في مواجهته، لأنه مدعوم من القوى الدولية نفسها التي أزاحت الاستبداد السابق.

بين الدياسبورا والدستوبيا... هذه هي حال السوريين اليوم، وإذا كان ثمّة شيء من المفترض أن يفعله الزلزال، فهو أن يوقظ القلوب والضمائر النائمة، وأن يذكرنا بأنّنا مرتهنون بين أنظمة استبدادية وأمراء حروب وعصابات ومعارضات فاشلة، وسط انهيارات متتالية.

مقاومة الاستبداد هي المحدّد الرئيس بين أن يكون المثّقف تنويرياً حقيقياً أو لا يكون، سواء كان الاستبداد دينياً أو سياسياً أو اجتماعياً (سلطة الجمهور). خيط رفيع بين التفاهم والذوبان ظلّ يحفظ على المثقف "الحقيقي" دوره ورسالته وصدقيته عند قرّائه.

بعض الذين يروجون فكرة الانحناء أمام عواصف سلطة الاستبداد السياسي كي تمر بأقل الخسائر والأضرار هم أنفسهم الذين يحرضون على القتال ضد ما يرونه سلطات أخرى في دوائر اجتماعية أضيق. يطالبك هؤلاء بالسكوت والكفّ عن مضايقة الطاغية الذي نعرفه.