السياسة الدولية

بعد أن جرى الحديث عن انحسار الشعبوية في العالم، وصل أخيرا إلى رئاسة الأرجنتين رئيس شعبوي، يصنّف نفسه "رأسماليا فوضويا"، من المحتمل أنه سيصدّع رؤوس أبناء بلاده، وربما رؤوس أبناء بلدان أخرى، فترة طويلة مقبلة.

من الوهم الاعتقاد أنّ الأنظمة العسكرية التي عزلت الحكام المدنيين "المنتخبين"، ولو لفترة انتقالية، تُفضي إلى استئناف مسار الديمقراطية. توحي المؤشّرات بأن النموذج السوداني يمكن أن يتعمم، فالسير الذاتية لقادة الانقلابات ترجّح أن يكونوا أكثر استبدادا.

الأهداف السياسية من العقوبات الأوروبية والأميركية على النظام السوري لم تُحدّد على نحو واضح، إذ لم يذكر منها سوى الضغط على نظامٍ لا يكترث بأيّ ضغط، وقد أصبحت لغة أميركا والاتحاد الأوروبي مطّاطة بشأن الحل السياسي في سورية، وربط رفع العقوبات بهذا الحل.

يظهر الرئيس الروسي بوتين في قمة طهران، مهتماً بشؤون محورية، إلى درجة تدفعه، كالعادة، إلى مهاجمة السياسة العالمية، متحدّياً الهيمنة الأميركية في نسق الصورة شديدة الاتساع، من اللباس الأنيق إلى حرية الحركة، الألفاظ، السلوك، فيجلس متباعداً عن نظرائه،

أخذت الأهمية النسبية للدول العربية، بمرور الوقت، تتلاشى نتيجة تحول الولايات المتحدة إلى قطب نفطي كبير، وتقلّص اعتماد إسرائيل على الحماية الأميركية، بعد أن صارت قوة عسكرية مهمة بذاتها، فضلاً عن التحوّل الذي طرأ على علاقاتها مع عدد من الدول العربية.

قرّرت مصر بعد ثورة يناير، من دون شعارات ولا أناشيد وطنية حماسية، أن تمارس فعل التحرّر الغذائي، وفي الظروف بالغة الصعوبة، أمنيا ومجتمعيا، في أول عامين بعد الثورة، كان هناك فلاحون يبدعون في صمت، ويعزفون لحن الكرامة، غير عابئين ببارونات الكلام والسفسطة.

حلف الناتو، بعكس تردده السابق مع أوكرانيا، متحمّس لضم فنلندا إليه لأسباب، منها الاختلافات والتباين بين أوكرانيا وفنلندا في طبيعة الدولة، ففنلندا أقرب إلى دول أوروبا الغربية جغرافياً، ومن ناحية النظام السياسي المتأسس على ديمقراطية راسخة.

لا يمكن إنكار أهمية انتزاع الاعتراف من الدولة المحتلة سابقاً الصحراء، بالحكم الذاتي الذي قدّمه المغرب حلا وحيدا ومنطقيا، وهو الاعتراف الذي تأخر أكثر من أربعين سنة. لكن لا ينبغي أن ينسينا ذلك خطورة السكوت على بقاء الأوضاع كما هي عليه في سبتة ومليلية.