الربيع العربي

ثمّة دعوات تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، تدعو إلى النزول إلى الشوارع المصرية والتظاهر يوم غد الجمعة 11/11، بهدف تغيير النظام، ما يطرح أسئلة كثيرة عمن يقف خلف هذه الدعوات، ومدى قدرتها على تحقيق أهدافها.

البلدان النامية الطامحة إلى التنمية والنهوض ستكون أمام فرصة تاريخية لتنويع بدائلها وتطوير سياساتها الاقتصادية بالاعتماد على المنافسة العالمية بين الصين والولايات المتحدة الأميركية. لكن الفوائد التنموية تبقى متعلقة بالكيفية التي ستدار بها الاقتصاديات.

مع اقتراب انعقاد القمة العربية في الجزائر لم تعد الأنظمة تتنافس على تمثيل القومية العربية، ولم يعد أحد يعبأ بالجماهير، ولا الجماهير تعتقد أنها معنية بهذا الفلكلور السياسي، طالما لا أحد يتحدث عن تحرير فلسطين وعن دعم المقاومة أو توحيد الموقف من أي قضية

يعرف الشارع العربي أنك حتى تعبر عتبة بشار الأسد يجب أن تلعن الربيع العربي بذريعة أنه لم تكن فلسطين بوصلته، وللسير على الطريق الموصل إلى قصر الأسد، يجب أن تدوس على دماء مئات آلاف الشهداء وعذابات ملايين اللاجئين في خيام العراء، وأن تتعرّى من إنسانيتك.

من توقّعوا انتصار انتفاضات الربيع العربي، كمن توقعوا تولّي كوربين رئاسة وزراء بريطانيا، لم يكونوا واقعيين. الهزيمة والفشل كانا الخيار الأكثر منطقيةَ لحركاتٍ وقياداتٍ تأتي من خارج النخب المسيطرة، في ظروف صعبة وبدون دعم كافٍ.

كشف التناول العربي لتظاهرات إيران وجود مخاوف واضحة من كلّ ما هو ربيع، وكلّ ما هو ثوري، وكل ما هو شعبي، حتى لو تعلق الأمر بإمكانية إطاحة الخِصم، ذلك أن المدّ الثوري يلوح في الأفق فوراً، والربيع يطلّ برأسه، ولا يعرف التمييز بين ما هو عربي وما هو فارسي.